تكريم الفائزين بجائزة الشيخ تميم الدولية للتميز في مكافحة الفساد

كرم سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لسمو الأمير الفائزين بجائزة الشيخ تميم الدولية لمكافحة الفساد في نسختها الثانية بمدينة جنيف السويسرية في مقر الأمم المتحدة. منحت الجائزة لستة أفراد ومؤسسات من ست دول مختلفة. وتسلم الفائزون من الصين وإندونيسيا وإيطاليا والأردن والولايات المتحدة والهند جوائزهم بدعم من الهيئات المختصة التابعة لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وعلى وجه الخصوص المعنية بتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد.

بعد عملية اختيار طويلة ودقيقة، اختارت اللجنة العليا لاختيار الفائزين بتوصية من المجلس الاستشاري للتقييم، ستة فائزين في أربع فئات هي: إنجاز العمر / الإنجاز المتميز في مكافحة الفساد، الابتكار في مكافحة الفساد، إبداع الشباب وتفاعلهم لمكافحة الفساد، البحث والمواد التعليمية الأكاديمية لمكافحة الفساد في فئة الابتكار في مكافحة الفساد فاز موقع “أنا دفعت رشوة” من الهند بجائزة الابتكار في مكافحة الفساد تقديراً لهذه المنصة الإلكترونية الابتكارية في الإبلاغ عن الفساد. يعدّ الموقع أكبر موقع جماهيري لمكافحة الفساد في العالم. منذ إطلاقه في 15 أغسطس 2010، استقبل (أيباب) نحو 15 مليون زيارة، ورصد أكثر من 000 36 رشوة تبلغ قيمتها حوالي 430 مليون دولار أمريكي، من أكثر من 1000 مدينة وبلدة. كما تم تعميمه في جميع أنحاء آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية إلى جانب 30 بلداً، بينما تعمل ثلاثة بلدان أخرى على إطلاق مواقعها الخاصة.

في فئة البحث والمواد التعليمية الأكاديمية لمكافحة الفساد، يتشارك فائزان الجائزة هما البروفسور زيومي وانغ من جمهورية الصين الشعبية والبروفسور توماس سبيدي رايس من الولايات المتحدة الأمريكية.

أدّت البروفسور زيومي وانغ دوراً محورياً في خلق وتوجيه وتعزيز ممارسات وبروتوكولات مكافحة الفساد من خلال موقعها كمناصرة أكاديمية وحكومية. وكانت أول شخص في الصين يحصل على شهادة الدكتوراه في القانون الجنائي الدولي، والأولى في تأسيس مركز يعنى بمكافحة الفساد تعاون بين جامعة صينية والأمم المتحدة. وتحظى زيومي باعتراف وتقدير كبير بفضل معرفتها وثقافتها البحثية القوية وخبرتها التطبيقية.

قدّم البروفسور توماس سبيدي رايس مساهمات كبيرة في سبل تعزيز المعرفة بمكافحة الفساد، وذلك من خلال الأعمال المتعلقة بالتعليم. وكان لدوره تأثيراً كبيراً في رفع مستوى الوعي بين المجتمع الأكاديمي لمكافحة الفساد حول العالم.

وقد ساهم البروفسور رايس بنشاط لافت في الجهود التعليمية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد من خلال مبادرة مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة كما كان المنسق الرئيسي لعدد من ورش العمل في كثير من البلدان.

في فئة إبداع الشباب وتفاعلهم لمكافحة الفساد، فازت مؤسسة سباك (أنا امرأة ضد الفساد) بالجائزة، وهي حركة تحارب الفساد في إندونيسيا. عززت “سباك” الوعي العام بمكافحة الفساد في المجتمعات المحلية في إندونيسيا. وتعمل الحركة بوصفها منصة إيجابية لصنع التغييرات في المفاهيم والممارسات، وعلى تعزيز مكافحة الفساد من خلال نهج قائم على أساس الأسرة. كما عملت على تدريب أكثر من 1300 عميل بهدف رفع الوعي العام لدى المواطنين.

وتهتم “سباك” في مرحلة التواصل بتسع قيم أساسية هي: الصدق، والإنصاف، والتعاون، والاستقلال، والانضباط، والمسؤولية، والمثابرة، والشجاعة، والرعاية. وقد أدرجت القيم التسع لمكافحة الفساد في قانون الفساد في إندونيسيا وترجمت عبر أشكال مختلفة من الأدوات، بما في ذلك الألعاب. تساعد الأدوات وكلاء “سباك” على تبادل معارفهم لدفع التغيير بطريقة سهلة وممتعة.

وفي فئة إنجاز العمر / الإنجاز المتميز في مكافحة الفساد تم اختيار شخصين الفوز بهذه الجائزة القيمة تقديراً لمساهمتهما المميزة، وهما السيد جيراردو كولومبو (إيطاليا) ومحي الدين طوق(الأردن).

على مدى أكثر من أربعين عاما، كرّس البروفسور جيراردو كولومبو حياته لمكافحة الفساد، بوصفه قاضياً معارضاً للفساد وجرائم المسؤولين الكبار، ثم معلماً للشباب يعلمهم احترام القانون والقواعد وحماية الحقوق وكرامة الشعب، فضلاً عن غرس المسؤولية الشخصية.

الفائز الثاني هو محي الدين طوق الذي كرّس مسيرته المهنية في مجالات السياسة والدبلوماسية والحوكمة. وقد تولى مناصب عليا في هيئات تابعة للأمم المتحدة وعدة منظمات دولية، كما ترأس اللجنة المتخصصة بالتفاوض بشأن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد التي صدقتها 183 بلداً. واتفاقية مكافحة الفساد هي الاتفاقية الوحيدة الشاملة الملزمة عالميا لمكافحة الفساد، وتشمل آلية التنفيذ الآن جميع الدول الأطراف في الاتفاقية. ويعدّ تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد مقياساً لالتزام الحكومات بمكافحة الفساد في جميع أنحاء العالم.يأتي توزيع الجوائز في الثامن من ديسمبر عشية اليوم العالمي لمكافحة الفساد والذي يصادف التاسع من ديسمبر من كل عام بتنظيم من مركز حكم القانون ومكافحة الفساد وبرعاية الأمم المتحدة.

وقبل الحفل قام سمو الشيخ جاسم بإزاحة الستار عن نصب جائزة الشيخ تميم الدولية للتميز في مكافحة الفساد في ساحة قصر الأمم أمام مكتب الأمم المتحدة بمدينة جنيف. النصب الذي يبلغ ارتفاعه خمسة أمتار من تصميم الفنان والنحات العراقي المعاصر أحمد البحراني يمثل منحوتة بصرية جريئة ضمن معركة مكافحة الفساد. يجسد العمل التركيبي الفولاذي رسالة قوية كتلك التي جسدها النصب والجوائز في العام الماضي، وهو على شكل يد مرفوعة ترمز إلى الجهود التي تبذلها المجتمعات الدولية لمكافحة الفساد، والقوة والعزيمة التي لا تلين للمشاركين حالياً في هذه الحرب.

كما تجسد الخطوط المترابطة في العمل عالماً موحداً يجمعه هدف مشترك في مكافحة الفساد، فيما تشير التركيبة الشفافة للعمل إلى أهمية عامل الشفافية بهذا الشأن. تمثل المثلثات الصغيرة التي تتداخل في المنحوتة كل بلد من بلدان العالم حيث يجتمعون معاً لخلق التغيير الإيجابي.

ومن أبرز الحضور فخامة الدكتور المنصف المرزوقي الرئيس السابق للجمهورية التونسية، وسعادة السيد مايكل مولر مدير مكتب الأمم المتحدة في جنيف، وسعادة السيد يوري فيديتوف المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وعدد من كبار المسؤولين في الأمم المتحدة. كما حضر أصحاب السعادة أعضاء الوفد المرافق لسمو الشيخ جاسم آل ثاني من أبرزهم الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري.

وقد تجاوز عدد المرشحين للجائزة هذه السنة لأكثر من ألفين شخص وكيان من جميع أنحاء العالم بنسبة زيادة تقدر بـستة أضعاف عن السنة الماضية. فقد انطلقت النسخة الأولى من جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد عام 2016 في العاصمة النمساوية فيينا. و تجاوز عدد المرشحين 300 شخص وكيان من أكثر من 50 دولة حول العالم. وأقيم حفل توزيع الجوائز في قصر هوفبورغ بفيينا سبقه احتفالية لرفع الستار عن تمثال الجائزة في باحة مقر الأمم المتحدة بفيينا (مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة).